فصل: باب الراء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **


  باب الذال

أبو ذؤيب الهذلي الشاعر‏.‏

كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره ولا خلاف أنه جاهلي إسلامي‏.‏

قيل اسمه خويلد بن خالد ابن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد ابن هذيل‏.‏

وقال ابن الكلبي‏:‏ هو خويلد بن محرث من بني مازن بن سويد ابن تميم بن سعد بن هذيل‏.‏

ذكر محمد بن إسحاق بن يسار قال‏:‏ حدثني أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه أن أبا ذؤيب الشاعر حدثه قال‏:‏ بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل فاستشعرت حزناً وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها فظللت أقاسي طولها حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف وهو يقول‏:‏ خطب أجل أناخ بالإسلام بين النخيل ومعقد الآطام قال أبو ذؤيب‏:‏ فوثبت من نومي فزعاً فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحاً يقع في العرب‏.‏

وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض وهو ميت من علته فركبت ناقتي وسرت‏.‏

فلما أصبحت طلبت شيئاً أزجر به فعن شيهم يعني القنفذ وقد قبض على صل يعني الحية فهي تلتوي عليه والشيهم يقضمها حتى أكلها فزجرت ذلك فقلت الشيهم شيء مهم والتواء الصل التواء الناس عن الحق على القائم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أولت أكل الشيهم إياها غلبه القائم بعده على الأمر فحثثت ناقتي حتى إذا كنت بالغاية فزجرت الطائر فأخبرني بوفاته ونعب غراب سانح فنطق بمثل ذلك فتعوذت بالله من شر ما عن لي في طريقي وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحاج إذا أهلوا بالإحرام‏.‏

فقلت‏:‏ مه‏.‏

قالوا‏:‏ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت إلى المسجد فوجدته خالياً فأتيت بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبت بابه مرتجاً وقيل هو مسجى وقد خلا به أهله فقلت‏:‏ أين الناس فقيل‏:‏ في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار‏.‏

فجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسالماً جماعة من قريش ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة بن دليم وفيهم شعراء وهم‏:‏ حسان بن ثابت وكعب بن مالك وملأ منهم فآويت إلى قريش وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب وأكثروا الصواب وتكلم أبو بكر فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ويعلم مواضع فصل الخصام والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه‏.‏

ثم تكلم عمر بعده بدون كلامه ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أبو بكر ورجعت معه‏.‏

قال أبو ذؤيب‏:‏ فشهدت الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وشهدت دفنه صلى الله عليه وسلم ثم أنشد أبو ذؤيب يبكي النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما رأيت الناس في عسلاتهم ما بين ملحود له ومضرح متبادرين لشرجع بأكفهم نص الرقاب لفقد أبيض أروح فهناك صرت إلى الهموم ومن يبت جار الهموم يبيت غير مروح كسفت لمصرعه النجوم وبدرها وتزعزعت آطام بطن الأبطح وتزعزعت أجبال يثرب كلها ونخيلها لحلول خطب مفدح ولقد زجرت الطير قبل وفاته بمصابه وزجرت سعد الأذبح وزجرت أن نعب المشحج سانحاً متفائلاً فيه بفأل الأقبح قال‏:‏ ثم انصرف أبو ذؤيب إلى باديته فأقام بها وتوفي أبو ذؤيب في خلافة عثمان بن عفان بطريق مكة قريبا منها ودفنه ابن الزبير‏.‏

وغزا أبو ذؤيب مع عبد الله بن الزبير إفريقية ومدحه‏.‏

وقيل‏:‏ إنه مات في غزوة إفريقية بمصر منصرفاً بالفتح مع ابن الزبير فدفنه ابن الزبير ونفذ بالفتح وحده‏.‏

وقيل‏:‏ إن أبا ذؤيب مات غازياً بأرض الروم ودفن هناك وإنه لا يعلم لأحد من المسلمين قبر وراء قبره‏.‏

وكان عمر ندبه إلى الجهاد فلم يزل مجاهداً حتى مات بأرض الروم قدس الله روحه‏.‏

ودفنه هناك ابنه أبو عبيد وعند موته قال له‏:‏ أبا عبيد رفع الكتاب واقترب الموعد والحساب في أبيات‏.‏

قال محمد بن سلام‏:‏ قال أبو عمرو‏:‏ وسئل حسان بن ثابت من أشعر الناس فقال حياً أم رجلاً قالوا حياً‏.‏

قال‏:‏ هذيل أشعر الناس حياً‏.‏

قال محمد بن سلام وأقول إن أشعر هذيل أبو ذؤيب‏.‏

وقال عمر بن شبة‏:‏ تقدم أبو ذؤيب على جميع شعراء هذيل بقصيدته العينية التي يرثي فيها بنيه‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ أبرع بيت قالته العرب بيت أبو ذؤيب‏:‏ والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع وهذا البيت من شعره المفضل الذي يرثي فيه بنيه وكانوا خمسة أصيبوا في عام واحد وفيه حكم وشواهد وله حيث يقول‏:‏ أمن المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع قالت أمامة ما لجسمك شاحباً منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع أم ما لجنبك لا يلائم مضجعاً إلا أقض عليك ذاك المضجع أودى بني فأعقبوني حسرة بعد الرقاد وعبرة لا تقلع فالعين بعدهم كأن حداقها كحلت بشوك فهي عورى تدمع سبقوا هواي وأعنقوا لهواهم فتخرموا ولكل جنب مصرع فغبرت بعدهم بعيش ناصب وإخال أني لاحق مستتبع ولقد حرصت بأن أدافع عنهم فإذا المنية أقبلت لا تدفع وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع حتى كأني للحوادث مروة بصفا المشقر كل يوم تقرع والدهر لا يبقى على حدثانه جون السحاب له جدائد أربع أبو ذباب والد عبد الله بن أبي ذباب له في إسلامه خبر ظريف حسن وكان شاعراً‏.‏

أبو ذر الغفاري ويقال‏:‏ أبو الذر والأول أكثر وأشهر واختلف في اسمه اختلافاً كثيراً فقيل‏:‏ جندب بن جنادة وهو أكثر وأصح ما قيل فيه إن شاء الله تعالى وقيل‏:‏ برير بن عبد الله وبرير بن جنادة وبرير بن عشرقة وقيل‏:‏ برير بن جندب وقيل‏:‏ جندب بن عبد الله وقيل‏:‏ جندب بن السكن والمشهور جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار وقيل‏:‏ جندب بن سفيان بن جنادة بن عبيد بن الواقفة بن الحرام بن غفار ابن مليل بن ضمرة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار الغفاري وأمه رملة بنت الوقيعة من بني غفار بن مليل أيضاً‏.‏

كان من كبار الصحابة قديم الإسلام‏.‏

يقال‏:‏ أسلم بعد أربعة فكان خامساً ثم انصرف إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وله في إسلامه خبر حسن يروى من حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن الصامت عنه‏.‏

فأما حديث ابن عباس فأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال‏:‏ حدثنا أبو بكر محمد بن بكر بن داسة قال‏:‏ حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال‏:‏ حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال‏:‏ حدثنا المثنى بن سعيد عن أبي جمرة عن ابن عباس قال‏:‏ لما بلغ أبا ذر مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قال لأخيه أنيس‏:‏ اركب إلى هذا الوادي واعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني‏.‏

فانطلق الأخ حتى قدم مكة وسمع من قوله ثم رجع الى أبي ذر فقال‏:‏ رأيته يأمر بمكة بمكارم الأخلاق وسمعت منه كلاماً ما هو بالشعر فقال‏:‏ ما شفيتني فيما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي بن أبي طالب فقال‏:‏ كأن الرجل غريب‏.‏

قال نعم‏.‏

قال‏:‏ انطلق إلى المنزل فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أسأله قال فلما أصبحت من الغد رجعت إلى المسجد فبقيت يومي حتى أمسيت وسرت الى مضجعي فمر بي علي فقال‏:‏ أما آن للرجل أن يعرف منزله فأقامه وذهب به ومعه وما يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك فأقامه علي معه ثم قال له‏:‏ ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد قال‏:‏ إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني فعلت ففعل فأخبره علي رضي الله عنه أنه نبي وأن ما جاء به حق وأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئاً أخاف عليك قمت كأني أريق الماء فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي قال‏:‏ فانطلقت أقفوه حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت معه وحييت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام فقلت‏:‏ السلام عليك يا رسول الله فكنت أول من حياه بتحية الإسلام‏.‏

فقال‏:‏ ‏"‏ وعليك السلام من أنت ‏"‏ قلت رجل من بني غفار‏.‏

فعرض علي الإسلام فأسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله‏.‏

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ارجع إلى قومك فأخبرهم واكتم أمرك عن أهل مكة فإني أخشاهم عليك ‏"‏‏.‏

فقلت‏:‏ والذي نفسي بيده لأصوتن بها بين ظهرانيهم‏.‏

فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فثار القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه وأتى العباس فأكب عليه وقال‏:‏ ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وأن طريق تجارتكم إلى الشام عليهم وأنقذه منهم ثم عاد من الغد إلى مثلها وثاروا إليه فضربوه فأكب عليه العباس فأنقذه ثم لحق بقومه فكان هذا أول إسلام أبي ذر رضي الله تعالى عنه‏.‏

وأخبرنا عبد الله بن محمد قال‏:‏ حدثنا محمد بن بكر قال‏:‏ حدثنا أبو داود قال حدثنا محمد بن سلمة المرادي قال‏:‏ حدثنا ابن وهب قال‏:‏ حدثني الليث ابن سعد عن يزيد بن أبي حبيب قال‏:‏ قدم أبو ذر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فأسلم ثم رجع إلى قومه فكان يسخر بآلهتهم ثم إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهم في اسمه فقال‏:‏ ‏"‏ أنت أبو نملة ‏"‏‏.‏

فقال‏:‏ أنا أبو ذر‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ نعم أبو ذر ‏"‏‏.‏

وقد تقدم في باب جندب من خبره ما لم يقع هنا‏.‏

وتوفي أبو ذر رضي الله عنه بالربذة سنة إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثين وصلى عليه ابن مسعود ثم مات رضي الله عنه بعده في ذلك العام وقد قيل‏:‏ توفي سنة أربع وعشرين والأول أصح إن شاء الله تعالى‏.‏

وقال علي رضي الله عنه‏:‏ وعى أبو ذر علماً عجز الناس عنه ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئاً منه‏.‏

وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أبو ذر في أمتي على زهد عيسى ابن مريم ‏"‏‏.‏

وقال أبو ذر‏:‏ لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علماً‏.‏

حدثنا أبو عثمان سعيد بن نصر قال‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى الأشيب حدثنا حماد بن سلمة حدثنا علي بن زيد بن جدعان عن بلال بن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر ‏"‏‏.‏

وقد ذكرنا من أخباره في باب الجيم من الأسماء ما هو أتم ذكر سيف بن عمر عن القعقاع بن الصلت عن رجل من كليب بن الحلحال عن الحلحال بن دري الضبي قال‏:‏ خرجنا حجاجاً مع ابن مسعود سنة أربع وعشرين ونحن أربعة عشر راكباً حتى أتينا على الربذة فشهدنا أبا ذر فغسلناه وكفناه ودفناه هناك‏.‏

أبو ذرة اسمه الحارث بن معاذ بن زرارة الأنصاري الظفري هو أخو أبي نملة الأنصاري شهد هو وأخوه أبو نملة مع أبيهما معاذ أحداً ذكره الطبري‏.‏

  باب الراء

أبو راشد عبد الرحمن بن راشد الأزدي له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه في الجاهلية عبد العزى أبو معاوية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أنت عبد الرحمن أبو راشد ‏"‏‏.‏

أبو رافع الصائغ اسمه نفيع‏.‏

لا أعرف لمن ولاؤه ولا أقف على نسبه وهو مشهور من علماء التابعين‏.‏

وأدرك الجاهلية روى عنه ثابت البناني وخلاس بن عمرة الهجري يعد في البصريين‏.‏

أعظم روايته عن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما وفي رواية ثابت البناني عنه أنه قال‏:‏ أطيب شيء أكلته في الجاهلية فذكر عضواً من سبع‏.‏

صلى الله عليه وسلم اختلف في اسمه فقيل‏:‏ إبراهيم‏.‏

وقيل أسلم‏.‏

وقيل هرمز وقيل‏:‏ ثابت كان قبطياً واختلف فيمن كان له قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل‏:‏ كان للعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم العباس بشر أبو رافع رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه فأعتقه‏.‏

وقيل كان لسعيد بن العاص أبي أحيحة‏.‏

وقد تقدم ذكره في باب أسلم لأنه أشهر أسمائه بما فيه كفاية ولم أر لإعادة ذلك وجهاً‏.‏

وتوفي أبو رافع في خلافة عثمان بن عفان وقيل في خلافة علي رضي الله عنه وهو الصواب إن شاء الله تعالى‏.‏

أبو رجاء العطاردي البصري اسمه عمران اختلف في اسم أبيه فقيل عمران بن تميم وقيل عمران بن ملحان وقيل عمران بن عبد الله أدرك الجاهلية وكان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر عمراً طويلاً وقد ذكرنا من خبره في باب اسمه ما فيه كفاية‏.‏

وقال الفرزدق حين مات أبو رجاء العطاردي‏:‏ ألم تر أن الناس مات كبيرهم وقد عاش قبل البعث بعث محمد أبو الرداد الليثي له صحبة كان يسكن المدينة ذكره الواقدي في الصحابة روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن حديثه عند الزهري‏.‏

أبو رزين والد عبد الله بن أبي رزين لم يرو عنه غير ابنه وهما مجهولان حديثه في الصيد يتوارى‏.‏

أبو رزين العقيلي اسمه لقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق ابن عامر بن عقيل عداده في أهل أبو رفاعة العدوي من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة أخي مزينة‏.‏

نسبه خليفة فقال‏:‏ أبو رفاعة اسمه عبد الله بن الحارث بن أسد بن عدي بن جندل بن عامر بن مالك بن تميم بن الدؤل بن جبل بن عدي بن عبد مناة ابن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ كان من فضلاء الصحابة اختلف في اسمه فقيل‏:‏ تميم ابن أسيد‏:‏ وقيل ابن أسد وقيل عبد الله بن الحارث‏.‏

يعد في أهل البصرة قتل بكابل سنة أربع وأربعين روى عنه صلة بن أشيم وحميد بن هلال‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ تميم بن أسيد بالفتح وقال غيره بالضم والله أعلم‏.‏

أبو رمثة البلوي له صحبة سكن مصر ومات بإفريقية وأمرهم إذا دفنوه أن يسووا قبره حديثه عند أهل مصر‏.‏

من تيم الرباب ويقال‏:‏ النميمي من ولد امرئ القيس ابن زيد مناة بن تميم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ما هذا منك ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ابني قال‏:‏ ‏"‏ أما ابنك لا تجني عليه ولا يجني عليك ‏"‏‏.‏

اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً فقيل حبيب بن حيان‏.‏

وقيل‏:‏ حيان بن وهب‏.‏

وقيل‏:‏ رفاعة بن يثربي‏.‏

وقيل عمارة بن يثربي ابن عوف‏.‏

وقيل يثربي بن عوف‏.‏

عداده في الكوفيين روى عنه إياد ابن لقيط‏.‏

أبو الرمداء ويقال‏:‏ أبو الربداء البلوي‏.‏

مولى لهم وأكثر أهل الحديث يقولون‏:‏ أبو الرمداء بالميم‏.‏

وأهل مصر يقولون أبو الربداء بالباء‏.‏

ذكر ابن عفير أبا الربداء البلوي مولى لامرأة من بلي يقال لها‏:‏ الربداء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلوي‏.‏

ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يرعى غنماً لمولاته فيها شاتان فاستسقاه فحلب له شاتيه ثم قال أبو عمر‏:‏ حديثه عند ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي هبيرة عن أبي سليمان مولى أم سلمة أم المؤمنين أنه حدثه أن أبي الرمداء البلوي حدثه أن رجلاً منهم شرب فآتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فضربه ثم شرب الثانية فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فضربه ثم أتي به الثالثة والرابعة فأمر به فحمل على العجل وقال أبو حاتم‏:‏ إنما هو العجل يعني به الأنطاع‏.‏

وقال ابن قديد‏:‏ من ولد أبي الرمداء وجوه بمصر‏.‏

أبو رهم بن قيس الأشعري أخو أبو موسى الأشعري وهاجر إلى المدينة في البحر مع إخوته وكانوا أربعة‏:‏ أبو موسى وأبو بردة وعامر وأبو رهم ومجدي فقيل‏:‏ أبو رهم اسمه مجدي بنو قيس بن سليم بن حضار ابن حرب بن عامر بن غنم بن عدي بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر ابن أدد بن زيد قدموا مكة في البحر ثم قدموا المدينة في البحر مع جعفر ابن أبي طالب من الحبشة حين افتتح خيبر فأسهم لهم مع من شهدها‏.‏

الشاعر الأرحبي وأرحب في همدان هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن مائة وخمسين سنة‏.‏

وقال‏:‏ وقبلك ما فارقت بالجوف أرحبا في أبيات له ذكره ابن الكلبي‏.‏

أبو رهم السمعي ويقال السماعي فلا يصح ذكره في الصحابة لأنه لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه من كبار التابعين‏.‏

روى عنه خالد ابن معدان واسمه أحزاب بن أسيد الظهري‏.‏

أبو رهم الغفاري اسمه كلثوم بن الحصين‏.‏

ويقال‏:‏ ابن حصن ابن خلف بن عبيد وقيل عبيد بن خلف‏.‏

وقيل ابن خالد بن ثور بن غفار‏.‏

ويقال‏:‏ كلثوم بن الحصين بن خالد بن المعيسر بن بدر بن أحمس بن غفار ابن سليل أسلم بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وشهد أحداً فرمي بسهم في نحره فسمى المنحور ويروى أنه جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق عليه فبرأ وكان له منزل بين غفار والصفراء وهي أرض كنانة واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين‏:‏ مرة في عمرة القضاء وكان ممن بايع قبل ذلك تحت الشجرة ثم استخلفه أيضاً على المدينة عام الفتح فلم يزل عليها حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف‏.‏

أبو الروم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي‏.‏

أخو مصعب بن عمير القرشي العبدري‏.‏

أمه أمة رومية كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع أخيه مصعب بن عمير‏.‏

قال محمد بن عمر‏.‏

كان أبو الروم قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية وشهد أحداً‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال‏:‏ ليس أبو الروم ممن هاجر الى أرض الحبشة ولو كان منهم لشهد بدراً مع من شهدها ممن رجع من أرض الحبشة قبل بدر ولكنه قد شهد أحداً‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ قد هاجر إلى أرض الحبشة وقدم المدينة ولم يقدر له شهودها وممن لم يقدر له شهود بدر جماعة وقتل أبو الروم يوم اليرموك شهيداً في خلافة عمر‏.‏

أبو رويحة الخثعمي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق‏.‏

وكان بلال يقول‏:‏ أبو رويحة أخي‏.‏

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أنت أخوه ‏"‏‏.‏

وهو أخوك وروى عن أبي رويحة أنه قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقد لي لواء وقال‏:‏ اخرج فناد من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن‏.‏

ويقال اسم أبي رويحة هذا عبد الله بن عبد الرحمن‏.‏

عداده في الشاميين‏.‏

أبو ريحانة الأنصاري ويقال‏:‏ الأزدي‏.‏

ويقال الدوسي ويقال‏:‏ مولى النبي صلى الله عليه وسلم اسمه شمعون‏.‏

ويقال‏:‏ سمعون والأول أكثر عداده في الشاميين وقد ذكرناه في باب اسمه في السين‏.‏

  باب الزاي

أبو زبيب الأنصاري مدني روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ من سمع النداء يعني يوم الجمعة ‏"‏‏.‏

فلم يجب كتب من المنافقين فيه نظر‏.‏

أبو زرعة مولى المقداد بن الأسود اسمه عبد الرحمن لا تصح له صحبة ولا رواية‏.‏

حديثه مرسل‏.‏

قال البخاري‏:‏ حديثه منقطع‏.‏

أبو الزعراء قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسمعته يقول‏:‏ ‏"‏ غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال أئمة مضلون ‏"‏‏.‏

رواه عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عياش القتباني عن عبد الله بن جنادة المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي الزعراء‏.‏

أبو زغبة الشاعر ذكره الطبري فيمن شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ واسمه عامر بن كعب بن عمرو بن حديج‏.‏

أبو زمعة البلوي ذكروه في الصحابة فيمن بايع تحت الشجرة ولا أعلم له خبراً إلا أنه توفي بإفريقية في غزوة معاوية بن حديج الأولى فأمرهم أن يسووا قبره فدفنوه بالموضع المعروف بالبلوية اليوم بالقيروان‏.‏

قيل اسمه عبيد الله والله أعلم‏.‏

أبو زهير بن أسيد بن جعونة بن الحارث النميري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع قيس أبو زهير الأنماري وقيل النميري‏.‏

وقيل التميمي‏.‏

حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وفيه‏:‏ ‏"‏ إذا دعا أحدكم فليختم بآمين فإن آمين في الدعاء مثل الطابع على الصحيفة ‏"‏‏.‏

وليس إسناد حديثه بالقائم يقال اسمه فلان ابن شرحبيل‏.‏

أبو زهير الثقفي الطائفي والد أبي بكر بن أبي زهير اختلف في اسمه فقيل معاذ وقيل عمار بن حميد‏.‏

يعد في الحجازيين وقيل بل يعد في الكوفيين روى عنه ابنه أبو بكر ويروى عنه ابنه إسماعيل بن أبي خالد وأمية بن صفوان بن أمية قال عمرو بن علي أبو زهير الثقفي اسمه معاذ وهو والد أبي بكر بن أبي زهير‏.‏

أبو زهير الثقفي آخر‏.‏

ذكره جماعة في الصحابة وجعلوه غير الأول فقالوا أبو زهير بن معاذ بن رباح الثقفي له صحبة وقد ذكره البخاري قال‏:‏ قال عبد العظيم‏:‏ سمعت أبي عن عمته سارية بنت مقسم عن ميمونة بنت كردم وكانت تحت أبي زهير بن معاذ بن رباح الثقفي وكان بين أبي زهير وبين طلحة بن عبيد الله صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قرابة من قبل النساء أظنه الذي قبله والله أعلم من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إذا سميتم فعبدوا ‏"‏‏.‏

أبو زهير النميري قيل اسمه يحيى بن نفير روى عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا تقتلوا الجراد فإنه جند الله الأعظم ‏"‏‏.‏

أبو زيد الأنصاري سعد بن عبيد الله بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد ابن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس‏.‏

يقال‏:‏ إنه أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالته طائفة منهم محمد بن نمير وقد يجوز أن يكونا جميعاً جمعا القرآن‏.‏

وروى قتادة عن أنس قال‏:‏ افتخر الحيان الأوس والخزرج فقالت الأوس‏:‏ منا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر ومنا الذي حمته الدبر عاصم ابن ثابت ومنا الذي اهتز لموته العرش سعد بن معاذ ومنا الذي من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت فقالت الخزرج‏:‏ أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد ابن ثابت وأبو زيد وهذا كله قول الواقدي‏.‏

وروى الثوري عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال خطبنا رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقال له سعد بن عبيد قال‏:‏ إنا لاقوا العدو غداً إن شاء الله تعالى وإنا مستشهدون فلا تغسلن عنا دماً ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا‏.‏

قال الواقدي‏:‏ سعد بن عبيد بن النعمان هو أبو زيد الذي كان يقال له سعد القاري يكنى أبا عمير بابنه عمير بن سعد وعمير ابنه كان والياً لعمر على بعض الشام قال وقتل أبو زيد سعد بن عبيد يوم القادسية مع سعد بن أبي وقاص وهو ابن أربع وستين هذا كله من قول الواقدي وغيره أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري‏.‏

قيل إنه من ولد عدي ابن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر أخو الأوس والخزرج ومن قال هذا نسبه عمرو بن أخطب بن رفاعة بن محمود بن بشر بن عبد الله بن الضيف بن أحمر بن عدي بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأنصاري‏.‏

ويقال‏:‏ هو من بني الحارث بني الخزرج‏.‏

له صحبة ورواية وهو جد عزرة بن ثابت المحدث وكان عزرة هذا يقول‏:‏ حدي هو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصح ذلك‏.‏

وكان عمرو بن أخطب أبو زيد هذا قد غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات ومسح على رأسه ودعا له بالجمال فيقال‏:‏ إنه بلغ مائة سنة ونيفاً وما في رأسه ولحيته إلا نبذ من شعر أبيض‏.‏

أبو زيد الأنصاري اسمه قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار‏.‏

شهد بدراً قال الواقدي‏:‏ هو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قول أنس بن مالك لأنه قال فيه أحد عمومتي‏.‏

قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب قتل أبو زيد قيس بن السكن يوم جسر أبي عبيد على رأس خمس عشرة سنة‏.‏

أبو زيد الأنصاري‏.‏

جد أبي زيد النحوي صاحب الغريب هو من بني الحارث بن الخزرج له صحبة قال ابن نمير وغيره‏.‏

أبو زيد ثلاثة‏:‏ أبو زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو زيد جد عزرة بن ثابت وأبو زيد جد أبي زيد صاحب النحو من بني الحارث ابن الخزرج‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ بل هم ستة كلهم قد غلبت عليه كنيته قد ذكرتهم والحمد لله ويكنى أبا زيد من أبو زيد الأنصاري آخر‏.‏

قال عباس‏:‏ سمعت يحيى بن معين وسئل عن أبي زيد الذي يقال إنه جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هو فقال ثابت بن زيد‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ ولا أعلمه قاله غيره والله أعلم‏.‏

أبو زيد رجل من الأنصار غير هؤلاء‏.‏

قيل اسمه أوس‏.‏

وقيل معاذ وفيه نظر وقد قيل إنه الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال‏:‏ حدثنا محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني ببغداد قال‏:‏ حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال‏:‏ قال لي علي بن المديني‏:‏ أبو زيد الذي جمع القرآن اسمه أوس‏.‏

أبو زيد الجرمي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر ‏"‏‏.‏

حديثه هذا يدور على عبيد بن إسحاق عن مسكين بن دينار عن مجاهد عن أبي زيد الجرمي عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أبو زينب الذي شهد على الوليد بن عقبة هو زهير بن الحارث بن عوف بن كاسر الحجر‏.‏

من ذكره في الصحابة فقد أخطأ ليس له شيء يدل على ذلك والله أعلم‏.‏

  باب السين

أبو السائب الأنصاري ذكره أبو منصور محمد بن سعد الباوردي له صحبة‏.‏

أبو السائب ذكور في الصحابة لا أعرفه أيضاً‏.‏

أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري‏.‏

هاجر الهجرتين جميعاً وكانت معه في الهجرة الثانية في قول ابن إسحاق والواقدي زوجته أم كلثوم بنت سهيل بن عمر وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش‏.‏

وشهد أبو سبرة بدراً وأحداً وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه برة بنت عبد المطلب فهو أخو أبي سلمة بن عبد الأسد لأمه وقد اختلف في هجرته إلى الحبشة ولم يختلف في أنه شهد بدراً ذكره ابن عقبة وابن إسحاق في البدريين‏.‏

وقال الزبير‏:‏ لا نعلم أحداً من أهل بدر رجع إلى مكة فنزلها غير أبي سبرة فإنه قد رجع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فنزلها وولده ينكرون ذلك‏.‏

وتوفي أبو سبرة في خلافة عثمان بن عفان‏.‏

أبو سبرة الجعفي اسمه يزيد بن مالك بن عبد الله بن ذؤيب بن سلمة ابن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي والد سبرة بن أبي سبرة وعبد الرحمن ابن أبي سبرة له صحبة وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابناه عزيز وسبرة فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عزيزاً عبد الرحمن‏.‏

وروى عنه ابناه في أبو السبع الزرقي الأنصاري له صحبة قتل يوم أحد شهيداً اسمه ذكوان ابن عبد قيس‏.‏

أبو سروعة عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي حجازي له صحبة‏.‏

روى عنه عبيد بن أبي مريم وابن أبي مليكة قد ذكرناه في باب اسمه عقبة على ما ذكره جماعة أهل الحديث‏.‏

وأما أهل النسب الزبير وعمه مصعب والعدوي فإنهم قالوا أبو سروعة بن الحارث هذا هو عتبة بن الحارث وقد ذكروا أنه أسلم عام الفتح وله صحبة‏.‏

أبو سريحة الغفاري اسمه حذيفة بن أسيد بن خالد بن الأغوس ابن الوقيعة بن حرام بن غفار بن مليل الغفاري‏.‏

هكذا نسبه خليفة‏.‏

وقال ابن الكلبي‏:‏ هو حذيفة بن أسيد بن الأغوز بن واقعة بن حرام بن غفار فقال خليفة‏:‏ الأغوس بالغين المنقوطة والسين وقال ابن الكلبي مثله إلا أنه جعل مكان السين زاياً وقال مكان وقيعة واقعة وكان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان‏.‏

يعد في الكوفيين‏.‏

روى عنه أبو الطفيل والشعبي‏.‏

أبو سعاد الجهني قيل‏:‏ إنه عقبة بن عامر الجهني وفي ذلك نظر‏.‏

روى عنه معاذ بن عبد الله بن خبيب ومعاوية بن عبد الله بن بدر ولعقبة بن عامر كنى كثيرة نحو خمس ليس هو عندي بأبي سعاد هذا والله أعلم‏.‏

روى عن أبي سعاد الجهني معاذ بن عبد الله‏.‏

أبو سعاد نزل حمص من الصحابة روى حريز بن عثمان عن ابن أبي عوف قال‏:‏ مر أبو الدرداء بأبي سعاد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسبح وذكر الخبر‏.‏

أبو سعد بن أبي فضالة الحارثي الأنصاري له صحبة يعد في أهل المدينة حديثه عند عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن ميناء عن أبي سعد بن فضالة الأنصاري وكان من الصحابة‏.‏

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه ‏"‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏ من عمل عملاً لغيري فليلتمس ثوابه منه أنا أغنى الشركاء عن الشرك ‏"‏‏.‏

أبو سعد بن وهب القرظي ينسب إلى قريظة والصحيح أن أبا سعد هذا من بني النضير قال ابن إسحاق‏:‏ ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان‏:‏ يامين بن عمير بن كعب بن عمرو بن جحاش وأبو سعد بن وهب أسلما على أموالهما فأحرزاها ويقال له النضيري ينسب إلى النضير نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فأسلم ذكره محمد بن سعد عن الواقدي وذكر الواقدي أيضاً عن بكر بن عبد الله النضيري عن حسين بن عبد الله النضيري عن أسامة بن أبي سعد بن وهب النضيري عن أبيه قال‏:‏ شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي في سيل مهزور أن يحبس الأعلى على الأسفل حتى يبلغ الماء الكعبين ثم يرسل‏.‏

أبو سعد الأنصاري الزرقي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ الندم توبة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ‏"‏‏.‏

حديثه عند ابن أبي فديك عن يحيى بن أبي خالد عن أبي سعد وقد قيل‏:‏ إنه الذي روى عنه عبد الله ابن مرة وروى عنه يونس بن ميسرة في الضحايا في الكبش الأدغم‏.‏

وقد قيل في ذلك أبو سعيد أبو السعدان غير منسوب ولا سمي‏.‏

شامي وروى عنه مكحول الدمشقي حديثاً واحداً مرفوعاً في الهجرة‏.‏

أبو سعيد بن المعلى قيل اسمه رافع بن المعلى بن لوذان بن المعلى وقيل الحارث بن المعلى‏.‏

وقيل أوس بن المعلى‏.‏

وقيل‏:‏ أبو سعيد بن أوس بن المعلى‏.‏

ومن قال هو رافع بن المعلى فقد أخطأ لأن رافع بن المعلى قتل ببدر وأصح ما قيل والله أعلم في اسمه الحارث بن نفيع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة من بني زريق الأنصاري الزرقي أمه أميمة بنت قرط بن خنساء من بني سلمة‏.‏

له صحبة يعد في أهل الحجاز‏.‏

روى عنه حفص بن عاصم وعبيد بن حنين‏.‏

توفي سنة أربع وسبعين وهو ابن أربع وستين سنة‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ لا يعرف في الصحابة إلا بحديثين أحدهما عند شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عنه قال‏:‏ كنت أصلي فناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم آته حتى قضيت صلاتي ثم أتيته فقال‏:‏ ‏"‏ ما منعك أن تجيبني ‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ كنت أصلي قال‏:‏ ألم يقل الله‏:‏ ‏"‏ استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ‏"‏‏.‏

الأنفال‏:‏ 24‏.‏

ثم قال ‏"‏ ألا أعلمك سورة ‏"‏‏.‏

الحديث نحو حديث أبي بن كعب‏.‏

والثاني عند الليث بن سعد عن خالد عن سعيد عن مروان بن عثمان عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد بن المعلى قال‏:‏ كنا نغدو إلى السوق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنمر على المسجد فنصلي فيه فمررنا يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقلت‏:‏ لقد حدث أمر فجلست فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية‏:‏ ‏"‏ قد نرى تقلب وجهك في السماء ‏"‏‏.‏

البقرة‏:‏ 144‏.‏

حتى فرغ من الآية فقلت لصاحبي‏.‏

تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكون أول من صلى فتوارينا بعماد فصليناهما ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى للناس الظهر يومئذ‏.‏

وقد روى هذا المعنى عن غير أبي سعيد بن المعلى قال أبو حاتم الرازي مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى الزرقي الأنصاري أبو عثمان روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وعبيد بن حنين روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وسعيد بن أبي هلال ومحمد بن عمرو بن علقمة وهو ضعيف وخالد بن زيد الاسكندراني سكن مصر مولى بني جمح يروى عن سعيد بن أبي هلال وأبي الزبير ثقة‏.‏

روى عنه الليث وابن لهيعة والمفضل بن فضالة وثم أبو سعيد بن المعلى تابعي يروى عن علي وأبي هريرة يروى عنه سلمة بن وردان‏.‏

أبو سعيد له صحبة روى عنه الحارث بن يمجد الأشعري‏.‏

حديثه في الشاميين عند الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال‏:‏ حدثنا الحارث بن يمجد الأشعري عن رجل يكنى أبا سعيد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ يا رسول الله أفي أول أمتك أكون أم آخرها‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ في أولها وتلحقوني أفناداً يلي بعضكم بعضاً ‏"‏‏.‏

أبو سعيد الخدري اسمه سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبحر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخدري‏.‏

وأمه أنيسة بنت أبي حارثة من بني عدي بن النجار‏.‏

وخدرة وخدارة أخوان بطنان من الأنصار فأبو مسعود الأنصاري من خدارة وأبو سعيد من خدرة وهما ابنا عوف بن الحارث بن الخزرج وكان يقال لسنان جد أبي سعيد الخدري الشهيد وقتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري لأمه‏.‏

كان أبو سعيد من الحفاظ المكثرين العلماء الفضلاء العقلاء وأخباره تشهد له بتصحيح هذه الجملة‏.‏

روينا عن أبي سعيد أنه قال‏:‏ عرضت يوم أحد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول‏:‏ يا رسول الله إنه عبل العظام والنبي صلى الله عليه وسلم يصعد في بصره ويصوبه ثم قال‏:‏ وخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق قال الواقدي‏:‏ وهو ابن خمس عشرة سنة ومات سنة أربع وسبعين‏.‏

ويقال‏:‏ أبو سعد الخير الأنماري له صحبة قيل اسمه عامر بن سعد شامي وقيل‏:‏ عمرو بن سعد‏.‏

روى عنه عبادة بن نسي وقيس بن حجر وفراس الشعباني حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ توضأوا مما مست النار وغلت به المراجل ‏"‏‏.‏

من حديثه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً مع كل ألف سبعون ألفاً ‏"‏‏.‏

الحديث وفي رواية أخرى عنه ‏"‏ سبعون ألفاً يعم ذلك مهاجرينا ويوفي ذلك بطائفة من أعرابنا ‏"‏‏.‏

أبو سعيد الزرقي الأنصاري ويقال أبو سعد وهو الأشبه عندي والله أعلم‏.‏

ذكره خليفة فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة بعد أن ذكر أبا سعيد بن المعلى وقال‏:‏ لا يوقف له على اسم ولم ينسبه بأكثر مما ترى‏.‏

وقال‏:‏ روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن العزل فقال‏:‏ ‏"‏ ما يقدر في الرحم يكن ‏"‏‏.‏

وقال غير خليفة أبو سعيد الزرقي مشهور بكنيته‏.‏

واختلف في اسمه فقيل سعد بن عمارة‏.‏

وقيل عمارة بن سعد‏.‏

روى عنه عبد الله ابن مرة‏.‏

وقيل في أبي سعيد الزرقي هذا عامر بن مسعود وليس بشيء ومن حديث أبي سعيد الزرقي فيما حدث به سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة ابن حلبس أنه حدثهم قال‏:‏ خرجت مع أبي سعيد الزرقي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شراء ضحايا فأشار إلى كبش أدغم ليس بالمرتفع ولا المتضع في جسمه فقال‏:‏ اشتر لي هذا كأنه شبهه بكبش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ والأدغم الأسود الرأس‏.‏

أبو سعيد المقبري اسمه كيسان مولى لبني ليث ذكره الواقدي فيمن كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منزله عند المقابر فقالوا له‏:‏ المقبري لذلك وتوفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وقد روى عن عمر‏.‏

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أحدهما أنه قال‏:‏ ‏"‏ البر والصلة وحسن الجوار عمارة الديار وزيادة في الأعمار ‏"‏‏.‏

روى عنه أبو مليكة فيه وفي الذي قبله نظر‏.‏

أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعتهما حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية‏.‏

وأمه غزية بنت قيس بن طريف من ولد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة‏.‏

قال قوم منهم إبراهيم بن المنذر‏:‏ اسمه المغيرة‏.‏

وقال آخرون‏:‏ بل اسمه كنيته والمغيرة والمغيرة أخوه‏.‏

ويقال‏:‏ إن الذين كانوا يشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب وقثم بن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من الشعراء المطبوعين‏.‏

وكان سبق له هجاء في رسول الله صلى الله عليه وسلم وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله‏:‏ ألا أبلغ أبا سفيان عني مغلغلة فقد برح الخفاء هجوت محمد فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء وقد ذكرنا الأبيات في باب حسان والشعر محفوظ ثم أسلم فحسن إسلامه فيقال‏:‏ إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حياء منه‏.‏

وكان إسلامه يوم الفتح قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لقيه هو وابنه جعفر بن أبي سفيان بالأبواء فأسلما‏.‏

وقيل‏:‏ بل لقيه هو وعبد الله بن أبي أمية بين السقيا والعرج فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فقالت له أم سلمة‏:‏ لا يكن ابن عمك وأخي ابن عمتك أشقى الناس بك وقال علي بن أبي طالب لأبي سفيان بن الحارث‏.‏

إيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف عليه السلام‏:‏ ‏"‏ تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ‏"‏‏.‏

يوسف‏:‏ 91‏.‏

فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولاً منه ففعل ذلك أبو سفيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ‏"‏‏.‏

لعمرك إني يوم أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد لكالمظلم الحيران أظلم ليله فهذا أواني حين أهدى فأهتدي هداني هاد غير نفسي ودلني على الله من طردته كل مطرد أصد وأنأى جاهداً عن محمد وأدعى وإن لم أنتسب من محمد قال ابن إسحاق‏:‏ فذكروا أنه حين أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله‏:‏ ‏"‏ من طردته كل مطرد ‏"‏‏.‏

ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال‏:‏ ‏"‏ أنت طردتني كل مطرد ‏"‏‏.‏

وشهد أبو سفيان حنيناً وأبلى فيها بلاء حسناً وكان ممن ثبت ولم يفر يومئذ ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انصرف الناس اليه وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه وشهد له بالجنة وكان يقول‏:‏ ‏"‏ أرجو أن تكون خلفاً من حمزة ‏"‏‏.‏

وهو معدود في فضلاء الصحابة روى عفان عن وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أبو سفيان بن الحارث من شباب أهل الجنة أو سيد فتيان أهل الجنة ‏"‏‏.‏

ويروى عنه أنه لما حضرته الوفاة‏:‏ قال لا تبكوا علي فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت‏.‏

وذكر ابن إسحاق أن أبا سفيان بن الحارث بكى النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ورثاه فقال‏:‏ فأسعدني البكاء وذاك فيما أصيب المسلمون به قليل لقد عظمت مصيبتنا وجلت عشية قيل قد قبض الرسول وأضحت أرضنا مما عراها تكاد بنا جوانبها تميل فقدنا الوحي والتنزيل فينا يروح به ويغدو جبرئيل وذاك أحق ما سالت عليه نفوس الناس أو كادت تسيل نبي كان يجلو الشك عنا بما يوحى إليه وما يقول ويهدينا فلا نخشى ضلالاً علينا والرسول لنا دليل أفاطم إن جزعت فذاك عذر وإن لم تجزعي ذاك السبيل فقبر أبيك سيد كل قبر وفيه سيد الناس الرسول وأبو سفيان بن الحارث هو الذي يقول أيضاً‏:‏ لقد علمت قريش غير فخر بأنا نحن أجودهم حصانا وأكثرهم دروعاً سابغات وأمضاهم إذا طعنوا سنانا وقال ابن دريد وغيره من أهل العلم بالخبر إن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ كل الصيد في جوف الفرا ‏"‏‏:‏ إنه أبو سفيان بن الحارث بن عمه هذا‏.‏

وقد قيل‏:‏ إن ذلك كان منه صلى الله عليه وسلم في أبي سفيان بن حرب وهو الأكثر والله أعلم‏.‏

قال عروة‏:‏ وكان سبب موته أنه حج فلما حلق الحلاق رأسه قطع ثؤلولاً كان في رأسه فلم يزل مريضاً منه حتى مات بعد مقدمه من الحج بالمدينة سنة عشرين‏.‏

ودفن في دار عقيل بن أبي طالب وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏

وقيل بل مات أبو سفيان بن الحارث بالمدينة بعد أخيه نوفل بن الحارث بأربعة أشهر إلا ثلاث عشرة ليلة وكان هو الذي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام وكانت وفاة بن الحارث على ما ذكرنا في بابه سنة خمس عشرة‏.‏

أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري قتل يوم أحد شهيداً‏.‏

وقيل‏:‏ ‏"‏ بل قتل يوم خيبر شهيداً ‏"‏‏.‏

أبو سفيان بن حويطب بن عبد العزى القرشي العامري قتل يوم الجمل أسلم مع أبيه يوم الفتح وأبوه من أسن الصحابة وقد ذكرناه‏.‏

أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي هو والد معاوية ويزيد وعتبة وإخوتهم ولد قبل الفيل بعشر سنين وكان من أشراف قريش في الجاهلية وكان تاجراً يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى الشام وغيرها من أرض العجم وكان يخرج أحياناً بنفسه فكانت إليه راية الرؤساء المعروفة بالعقاب وكان لا يحبسها إلا رئيس فإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعت تلك الراية بيد الرئيس‏.‏

ويقال‏:‏ كان أفضل قريش في الجاهلية رأياً ثلاثة عتبة وأبو جهل وأبو سفيان فلما أتى الله بالإسلام أدبروا في الرأي وكان أبو سفيان صديق العباس ونديمه في الجاهلية‏.‏

أسلم أبو سفيان يوم الفتح وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً وأعطاه من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية وزنها له بلال وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية‏.‏

واختلف في حسن إسلامه فطائفة ترى أنه لما أسلم حسن إسلامه وذكروا عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال‏:‏ رأيت أبا سفيان يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد يقاتل ويقول يا نصر الله اقترب وروى أن أبا سفيان ابن حرب كان يقف على الكراديس يوم اليرموك فيقول للناس الله الله فإنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام وإنهم ذادة الروم وأنصار المشركين اللهم هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك وطائفة ترى أنه كان كهفاً للمنافقين منذ أسلم وكان في الجاهلية ينسب إلى الزندقة‏.‏

وفي حديث ابن عباس عن أبيه أنه لما أتى به العباس وقد أردفه خلفه يوم الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله أن يؤمنه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ ‏"‏ ويحك يا أبا سفيان أما آن لك أن تعلم أن لا اله إلا الله ‏"‏‏.‏

فقال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وكرمك والله لقد ظننت أنه لو كان مع الله إلهاً غيره لقد أغنى عني شيئاً‏.‏

فقال‏:‏ ‏"‏ ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ‏"‏‏.‏

فقال‏:‏ بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وأكرمك أما هذه ففي النفس منها شيء فقال له العباس‏:‏ ويلك اشهد شهادة الحق قبل أن تضرب عنقك فشهد وأسلم ثم سأل له العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمن من دخل داره وقال‏:‏ إنه رجل يحب الفخر والذكر فأسعفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وقال‏:‏ ‏"‏ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل الكعبة فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن ومن أغلق بابه على نفسه فهو آمن ‏"‏‏.‏

وفي خبر ابن الزبير أنه رآه يوم اليرموك قال‏:‏ فكانت الروم إذا ظهرت قال أبو سفيان إيه بني الأصفر فإذا كشفهم المسلمون قال أبو سفيان‏:‏ وبنو الأصفر الملوك ملوك الر - - وم لم يبق منهم مذكور فحدث به ابن الزبير أباه لما فتح الله على المسلمين فقال الزبير‏:‏ قاتله الله يأبى إلا نفاقاً أولسنا خيراً له من بني الأصفر وذكر ابن المبارك عن مالك ابن مغول عن أبي أبجر قال‏:‏ لما بويع لأبي بكر الصديق جاء أبو سفيان إلى علي فقال‏:‏ أغلبكم على هذا الأمر أقل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلاً ورجالاً إن شئت‏.‏

فقال علي‏:‏ ما زلت عدواً للإسلام وأهله فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئاً إنا رأينا أبا بكر لها أهلاً وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق عن ابن المبارك‏.‏

وروي عن الحسن أن أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة اليه فقال قد صارت إليك بعد تيم وعدي فأدرها كالكرة واجعل أوتادها بني أمية فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار فصاح به عثمان قم عني فعل الله بك وفعل وله أخبار من نحو هذا ردية ذكرها أهل الأخبار لم أذكرها وفي بعضها ما يدل على أنه لم يكن إسلامه سالماً ولكن حديث سعيد ابن المسيب يدل على صحة إسلامه والله أعلم‏.‏

حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ قال‏:‏ حدثنا أحمد بن زهير قال‏:‏ حدثنا موسى بن إسماعيل قال‏:‏ حدثنا إبراهيم بن سعد قال‏:‏ حدثنا أبي عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال‏:‏ فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا رجل واحد يقول يا نصر الله اقترب والمسلمون يقتتلون هم والروم فذهبت أنظر فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد‏.‏

وكانت له كنية أخرى‏:‏ أبو حنظلة بابنه حنظلة المقتول يوم بدر كافراً وشهد أبو سفيان حنيناً مسلماً وفقئت عينه يوم الطائف فلم يزل أعور حتى فقئت عينه الأخرى يوم اليرموك أصابها حجر فشدخها فعمى‏.‏

ومات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة أربع وثلاثين وصلى عليه ابنه معاوية وقيل بل صلى عليه عثمان بموضع الجنائز ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وثمانين سنة وقيل ابن بضع وتسعين سنة وكان ربعة دحداحاً ذا هامة عظيمة‏.‏

بن أبي سفيان حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ عمرة في رمضان تعدل حجة ‏"‏‏.‏

إسناده مدني أخشى أن يكون مرسلاً فالله أعلم‏.‏

أبو سفيان مدلوك ذهب مع مولاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم معه ومسح النبي صلى الله عليه وسلم برأسه ودعا له بالبركة فكان مقدم رأسه ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أسود وسائره أبيض‏.‏

أبو سكينة شامي لا أعرف له نسباً ولا اسماً روى عنه بلال بن سعد الواعظ ذكروه من الصحابة ولا دليل على ذلك‏.‏

من حديث أبي سكينة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ إذا ملك أحدكم شقصاً من رقبة فليعتقها فإن الله يعتق بكل عضو منها عضواً منه من النار ‏"‏‏.‏

حديثه عند يزيد بن ربيعة عن بلال بن سعد‏.‏

وقد قيل إن حديثه هذا مرسل ولا صحبة له‏.‏

أبو سلالة الأسلمي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ سيكون عليكم أئمة يملكون رقابكم ويحدثونكم فيكذبوكم ‏"‏‏.‏

حديثه عند حكام بن أسلم الرازي عن عنبسة بن سعيد قاضي الري عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي سلالة الأسلمي‏.‏

أبو سلام الهاشمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه له صحبة ذكره خليفة في تسمية الصحابة من موالي بني هاشم بن عبد مناف حدثنا سعيد قال‏:‏ حدثنا قاسم حدثنا محمد حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثني أبو عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ ما من عبد يقول حين يمسي وحين يصبح ثلاث مرات رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة ‏"‏‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ هذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث وكذلك رواه هشيم وشعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام ورواه وكيع عن مسعر فأخطأ في إسناده فجعله عن مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلامة عن سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك قال في أبي سلام أبو سلامة فقد أخطأ أيضاً وبالله التوفيق‏.‏

أبو سلامة الثقفي ذكر في الصحابة قيل اسمه عروة‏.‏

أبو سلامة السلامي وأبو سلامة الحبيبي من ولد حبيب لم يعرف ابن معين هذا النسب إلى السلمي وهما عندي واحد واسمه خداش قال أبو عمر‏:‏ أبو سلامة السلامي لا يوجد ذكره إلا في حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ أوصى امرأ بأمه ثلاث مرات وأوصى امرأ بأبيه ‏"‏‏.‏

الحديث قد ذكرناه في باب خداش في حرف الخاء في الأسماء أوضحناه هناك والحمد لله‏.‏

أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي اسمه عبد الله بن عبد الأسد‏.‏

وأمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم كان ممن هاجر بامرأته أم سلمة بنت أبي أمية الى أرض الحبشة ثم شهد بدراً بعد أن هاجر الهجرتين وجرح يوم أحد جرحاً اندمل ثم انتقض فمات منه وذلك لثلاث مضين لجمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأته أم سلمة رضي الله عنهما وقد مضى في باب اسمه كثير من خبره‏.‏

رجل من الصحابة حديثه عند موسى بن إسماعيل قال‏:‏ حدثنا حماد بن يزيد بن مسلم المنقري قال‏:‏ حدثنا معاوية بن قرة قال قال لي كهمس الهلالي‏:‏ ألا أحدثك بشيء سمعته من عمر قلت‏:‏ بلى قال‏:‏ بينا أنا عند عمر إذ جاءته امرأة تشكو زوجها تقول إنه قل خيره وكثر شره‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ ومن زوجك ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ أحسبها قالت أبو سلمة‏.‏

قال ذاك رجل صدق وإن له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل اسمه حريث من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول‏:‏ ‏"‏ بخ بخ كلمات ما أثقلهن في الميزان ‏"‏‏.‏

الحديث روى عنه أبو سلام الأسود الحبشي‏.‏

قال‏:‏ رأيته في مسجد الكوفة يعد أبو سلمى هذا في الشاميين لأن حديثه هذا شامي وبعضهم يعده في الكوفيين وقد أبو سلمى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري أهو راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكره أم هو غيره‏.‏

أبو سلمى آخر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه إلا شيئاً واحداً قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة ‏"‏ إذا الشمس كورت ‏"‏‏.‏

وروى عنه السري بن يحيى‏.‏

وقال ابن أبي حاتم‏:‏ سمعت أبي يقول قلت لحسان بن عبد الله لقي السري بن يحيى هذا الشيخ قال‏:‏ نعم‏.‏

أبو سليط الأنصاري اسمه أسيرة بن عمرو بن قيس بن مالك بن عدي ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري‏.‏

وقيل‏:‏ اسمه أسير هو والد عبد الله بن أبي سليط وقد قيل في اسمه سبرة بن عمرو وقيل أسيد ابن عمرو وقيل أسير بن عمرو والأول أصح‏.‏

أمه آمنة بنت عجرة أخت كعب بن عجرة البلوي‏.‏

وكان أبوه عمرو يكنى أبا خارجة مشهور بكنيته أيضاً شهد أبو سليط بدراً وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عبد الله بن أبي سليط عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن أكل لحوم الحمر الإنسية‏.‏

يعد في أهل المدينة‏.‏

أبو السمح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

ويقال له خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل اسمه إياد‏.‏

وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في بول الجارية والغلام عند يحيى بن الوليد عن محل بن خليفة يقال‏:‏ إنه ضل ولا يدري أين مات‏.‏

أبو السنابل بن بعكك بن الحجاج بن الحارث بن السباق ابن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري‏.‏

أمه عمرة بنت أوس من بني عذرة ابن سعد هذيم قيل‏:‏ اسمه حبة بن بعكك من مسلمة الفتح كان شاعراً ومات بمكة روى عنه الأسود بن يزيد قصته مع سبيعة الأسلمية‏.‏

أبو سنان الأسدي اسمه وهب بن عبد الله ويقال عبد الله بن وهب‏.‏

ويقال‏:‏ عامر ولا يصح‏.‏

ويقال‏:‏ بل اسمه وهب بن محصن بن حرثان ابن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة فإن يكن وهب بن محصن بن حرثان فهو أخو عكاشة بن محصن وأصح ما قيل فيه والله أعلم أنه أخو عكاشة بن محصن وابنه سنان بن أبي سنان ابن أخي عكاشة بن محصن وهم حلفاء بني هبد شمس شهد أبو سنان بدراً وهو أول من بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة وهو أسن من أخيه عكاشة قال بعضهم بنحو عشرين سنة وعلى هذا قطع الواقدي وقال توفي وهو ابن أربعين سنة في سنة خمس من الهجرة وقال غيره توفي أبو سنان والنبي صلى الله عليه وسلم محاصر بني قريظة ودفن في مقبرة بني قريظة اليوم‏.‏

ذكر الحلواني عن أبي أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال‏:‏ أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب الأسدي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ علام تبايع ‏"‏ قال‏:‏ على ما في نفسك فبايعه وتتابع الناس فبايعوه وكذا قال موسى بن عقبة أبو سنان بن وهب‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ أول من بايع بيعة الرضوان سنان بن أبي سنان بايعه قبل أبيه‏.‏

ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج قال‏:‏ حدثنا هناد بن السري حدثنا وكيع عن ابن أبي خالد عن عامر قال‏:‏ أول من بايع بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي‏.‏

وحدثنا هناد بن السري قال‏:‏ حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر قال‏:‏ أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا محمد بن الصباح وعبيد الله بن سعيد قالا‏:‏ حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي قال‏:‏ أول الناس بايع يوم الحديبية أبو سنان انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند الشجرة وقد دعا الناس إلى البيعة فقال‏:‏ يا محمد ابسط يدك أبايعك‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ علام تبايع ‏"‏‏.‏

قال أبايع على ما في نفسك‏.‏

أبو سنان الأشجعي مذكور في حديث ابن مسعود‏.‏

شهد هو والجراح الأشجعي أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في بروع بنت واشق بما أفتى به ابن مسعود‏.‏

أبو سهل في الصحابة لا أعرفه‏.‏

أبو سود بن أبي وكيع التميمي جد وكيع بن دينار بن أبي سود سماه ابن قانع في معجمه حسان بن قيس بن أبي سود بن كلب بن عدي بن غدانة ابن يربوع بن حنظلة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في اليمين الفاجرة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ اليمين التي يقتطع بها الرجل مال أخيه تعقم الرحم ‏"‏‏.‏

رواه ابن المبارك عن معمر عن رجل من بني تميم عن أبي سود وكذلك رواه عبد الرزاق‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ كان أبو سود جد وكيع بن حسان بن أبي سود مجوسياً وهذا غير بعيد فإن ديارهم كانت ديار الفرس والمجوس بها كثير ومن قضى الله له بالإسلام أسلم‏.‏

أبو سويد ويقال أبو سوية الأنصاري‏.‏

ويقال الجهني حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على المتسحرين‏.‏

روى عنه عبادة بن نسي‏.‏

وقال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في المؤتلف والمختلف له‏:‏ أبو سوية الأنصاري‏.‏

روى أبو سيارة المتعي ثم القيسي شامي‏.‏

قيل اسمع عميرة بن الأعلم وقيل‏:‏ عمير بن الأعلم‏.‏

ذكره في الصحابة جماعة ممن ألف في الصحابة ورووا في حديثه عن سليمان بن موسى عنه أنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله إن لي نخلاً وعسلاً ‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

روى عنه سليمان بن موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه في زكاة العسل أنه أمر أن يؤخذ منه العشر‏.‏

وهو حديث مرسل لا يصح أن يحتج به إلا من قال بالمراسيل لأن سليمان ابن موسى يقولون إنه لم يدرك أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثناه عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا محمد بن عمرو حدثنا مصعب بن ماهان حدثنا سفيان عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن أبي سيارة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن يؤخذ العشر من العسل أبو سيف القين ظئر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو البراء بن أوس وقد تقدم ذكره‏.‏